التقرير السنوي 2009
التقرير السنوي
نظرات وتوقعات
الناطق للتكنولوجيا
بقلم: عودة هزيم
ديسمبر 2009
أحييكم أصدقائنا ويسعدني أن أدون لكم هذا التقرير السنوي والذي إعتدت أن أدونه في نهاية كل عام حتى يتمكن المهتمون من الأصدقاء من قراءة ما قد يهمهم من أمور التقنيات التعويضية للكفيف والخدمات المصاحبة لها والتركيز على منطقتنا العربية. ويجب أن أعترف بأنني لم أكن أنوي كتابة هذا التقرير لهذا العام حيث أنني أدركت بعد كل هذه السنين بأن الكتابة لمن لا يقرأون ما هي إلا إضاعة للوقت والجهد حيث لا يخفى على العارفين بأن الكتابة الدقيقة تستهلك وقتا ليس باليسير وعصارة من الذهن تضني النفس والجسد. ووفاء للصديق الذي تواصل معي مؤخرا سائلا عن موعد إطلاق التقرير السنوي أدون هذا التقرير حتى ولو قرأه القليل من المهتمين عل هذا الحرص منه يدفعني لمواصلة ذلك العرف الذي بدأته لكي ينتفع منه الآخرون.
وأبدأ التقرير بالتسائل: هل أنت في وضع أفضل مما كنت عليه قبل عام؟ عل الإجابة على هذا السؤال تزودنا بما يعيننا على قياس مدى نجاحنا نحن المنخرطين في توفير التقنيات التعويضية للمكفوفين. كما يوفر لكم نقطة مرجعية لقياس مدى تقدم التقنيات ومدى توفرها ودورها في تقدمكم في سائر المجالات المختلفة سواء في المدرسة أو الجامعة أو الوظيفة أو المطالعة العامة.
وأمضي أيضا قدما لأستعرض بعض قطاعات التقنيات التي تهمكم وأتوقف على بعضها لكي ننظر فيما حدث فيها هذا العام المنصرم وما يمكننا أن نتوقعه في العام القادم إن شاء الله.
قارئات الشاشة
شهدت البرامج القارئة للشاشة أحداثا جذرية حيث أركز على برنامج الهال والسوبرنوفا بشكل دقيق لأنه يتعذر علي أن أذكر منتجات منافسة بعينها لإعتبارات معروفة. وأرجو أن ينضج الفكر يوما في منطقتنا لكي نستطيع أن نتحدث بحرية عن برامج وشركات منافسة دون أن يثير ذلك هذه الجهة أو تلك. وسوف أكتفي بذكر المنافسة بشكل عام دون الإفصاح عن الأسماء أو الجهات التي تدعمها.
شهد الهال تحديات جمة في هذا العام المنصرم من أهمها قيام مجموعة مريضة من الناس بنشر نسخة مقرصنة منه ومن البرامج المنافسة له. وأدى ذلك إلى إعادة النظر في تطوير البرامج القارئة للشاشة للكفيف العربي حيث أن التطوير للغة العربية بدأ يأخد أولوية متأخرة. وكأن موضوع القرصنة وفر لنا نظرة عميقة في نفس متوسط المستخدم العربي حيث أن ما وصلنا من أصدقائنا المطورين هو أن البرامج المقرصنة موجودة في كل مكان في العالم بيد أن الفئة التي تتداول بها هي أقل بكثير من الفئة التي تتجه لشراء النسخ القانونية من البرامج بيد أن الآية تنعكس في مجتمعاتنا حيث أن الغالبية تتجه إلى المقرصن والقلة القليلة تتجه لشراء النسخ القانونية. ولولا إتجاه المؤسسات الرسمية والخيرية لشراء النسخ القانونية في الوطن لتوقف التطوير فجأة. وها نحن نرى أن نظام التشغيل الجديد ويندوز 7 قد إنطلق ويتوجب على البرامج القارئة للشاشة وآلات النطق المصاحبة لها أن تتطور لكي تعمل معه. وها نحن نرى أن التطوير بدأ يسير ببطئ للغة العربية نظرا للتوجه السافر لإستخدام البرامج المقرصنة ولولا الجهد المضني الذي تبذله الناطق مع المطورين لخلصنا إلى أن التطوير قد توقف إلى غير رجعة.
ومن أبرز التطورات أيضا هو أننا بدأنا نشهد مستخدمين أكفاء وعلى درجات عالية من الحذاقة وحسن الإمكانيات بدأو يطلبون إمكانيات أكبر ومرونة أكثر من برنامج الهال. ولقد صادف هذا الصعود في القدرات حادث قرصنة البرنامج والذي أدى إلى تأخر التطوير عليه مما شكل بعض الضجر لتلك الفئة من المستخدمين. ومن الناحية الإيجابية بات جليا لهذه الفئة الواعية بأن البرامج وإمكانياتها تعتبران عديمتي الفائدة إذا لم يصاحبهما خدمات نوعية ومهنية ترقيان بتوقعاتها حيث أن المنافسة لم تعي هذه الناحية فهي لا تزال تعمه في طغيانها القديم. فلا خدمات ولا فهم للإحتياجات وكأن الأمر يتعلق بالبرامج فقط. ولقد شهد الهال أيضا تطويرا في بعض ملفات الخرائط لبعض الموسوعات من أهمها دعم لآخر إصدار من موسوعة المكتبة الشاملة. ويبقى الهال متميزا فيما يتعلق بإنشاء ملفات الخرائط حيث عجزت المنافسة عن مجاراته في هذا المضمار وعزفت عن ذكر هذه الخاصية الهامة.
مستقبل الهال
برنامج الهال يتمتع بخصائص فريدة يصعب على البرامج الأخرى مجاراته فيها وسوف يتطور الهال ويعزز تلك الخصائص بالإضافة إلى الرقي إلى لما يتوقعه المستخدمون الأكفاء من إمكانيات مختلفة. وسوف يتم إطلاق الإصدار المطور من الهال وهو 11.50 قبل نهاية شهر فبراير الميلادي من العام 2010 إن شاء الله. ومن أهم الخصائص التي سوف ينفرد بها الهال هي الآتي:
- آلة نطق صغيرة الحجم وسريعة الأداء وأدق في التشكيل النحوي
- قلم الهال والذي سوف يتابع تفرده بالرغم من المحاولات غير الناجحة للمنافسين في تقليده
- خاصية إنشاء الخرائط والتي تفتح للكفيف آفاقا جديدة فيما يتعلق بالنفاذ إلى البرامج والموسوعات غير القياسية
ويتوجب على من أراد العمل بالقلم وقراءة الموسوعات أن يشمل الهال في قائمة مقتنياته من التقنيات التعويضية. ولا ننسى أيضا المفاجئات التي سوف تطلقها الناطق في هذا المجال والتي سوف تذهل سائر المهتمين والمراقبين والمنافسين على السواء. وتتجدد إستراتيجيات الناطق في كل عام لتحمل المثير والجديد للكفيف. ونعدكم أن يكون في جعبتنا ما يسركم من أحدث المنتجات والخدمات ووصول الباع إلى أماكن قريبة من سائر الأصدقاء فيما يتعلق بالتدريب أو الدعم الفني.
التدريب على الهال
تميز عام 2009 بإنطلاق مبادرات منظمة من بعض الجهات المجتهدة وكذلك الأفراد المتميزين للتدريب على برنامج الهال. ولقد إستفاد من هذه المبادرات مئات المكفوفين في الوطن كما برز مدربون على كفاءة عالية من الإستخدام. ونتوقع أن يستمر التدريب على برنامج الهال وبرامج أخرى توفرها الناطق في 2010. كما نتوقع ظهور مدربون جدد أكفاء على سائر البرامج.
آلات النطق العربية
شهد 2009 إنطلاق مبادرات لتطوير آلات نطق وآلات تشكيل نحوي جديدة من أبرزها مبادرة شركة أكابيلا والتي قامت بتطوير آلات نطق جديدة مصحوبة بآلات تشكيل جديدة. والمثير في هذا الأمر هو قضيتان بارزتان:
01. التطوير يشمل نظم تشغيل مختلفة مثل نظم الهواتف العادية والذكية مما يعني أن جودة النطق سوف ترتفع بشكل إضطرادي على مثل تلك الأجهزة.
02. تطوير آلة التشكيل من ذات الشركة التي تطور آلة النطق يعني أن كلا الجزئيتين سوف تتقدمان معا دون أن تؤخر أحداهما الأخرى كما شهدنا في الآلات القديمة نظرا لكون جزئية النطق كانت تُطور من شركة وجزئية التشكيل من شركة أخرى.
كما شهد 2009 إطلاق آلة نطق عربية جديدة من شركة نيوانس التي تطور برنامج التولكس. وهذا بالضرورة يعني أن منافسة وشيكة قاربت على الإشتعال بين فرقاء متنافسين لآلات مما يعني أيضا أن المستفيد سوف يكون المستخدم فيما يتعلق بجودة النطق وإنخفاض الأسعار. والمثير في آلة نطق ماجد (فوكالايزر) من شركة نيوانس أنها أيضا تحتوي على آلة تشكيل مثيرة تختلف في التصميم عن أي آلة أخرى قائمة. الأكثر إثارة هو أن الإصدار الأول الذي إنطلق يعتبر قياسيا في الأداء والجودة النسبية. وهذا يعني أن العام 2010 يحمل في طياته مفاجئات لرفع سقف التطوير. ويبقى السؤال هو: هل سوف تثني القرصنة المطورين عن متابعة التطوير للعرب؟ وهل سوف يغرق أصحاب الدفة السفلى جل السفينة بطلبهم الماء؟
ولقد سمعنا من بعض الجهات غير الرسمية بأن هناك شركة أخرى تطور آلة نطق عربية جديدة. والجهة المطورة يُفترض أن تكون عربية. ولن أحبس أيا من أنفاسي لهذا الخبر. ولكن الزمن كفيل بكشف حقيقته أو عدمها.
البرامج المنافسة
لا تزال البرامج المنافسة كما هي عليه من حالات المد والجزر. وعامل الفرق هو الجدية وأخذ إحتياجات الكفيف على محمل الجد وضرورة الإستثمار الفعلي في تطوير البرامج ودعمها وعدم الإستخفاف بما يطلبه الكفيف.
برامج جديدة
من المتوقع أن تنطلق برامجا جديدة ولكن السؤال هو كيف تنوي الشركات دعمها وتطويرها وهل تنوي منح برامج مجانية منها لهؤلاء الذي حصلوا على برامجها السابقة؟ سيكون هناك مهندسين متخصصين لدعم البرامج الجديدة؟ هل ستستثمر هذا الشركات في التطوير والدعم والتحديث أم أنها سوف تنسحب كما إنسحب الآخرون تاركين جل المستخدمين القدامى حائرين؟ العبرة ليس في البرامج الجديدة بل في أخد الكفيف على محمل من الجد وتوفير المصادر المطلوبة له مثل المهندسين وأرقام هواتف ثابتة يرد عليها الداعمون. ولعل الكفيف اليوم بات واعيا أكثر من ذي قبل عن مثل هذه الأمور الهامة. فالمنتجات الجديدة لا تسعف الفكر القديم وغير المتجدد وغير المدعوم بآليات عملية ملموسة. وكل ذلك يكلف مصادرا مادية ليس بالقليلة. فهل هم مستعدون للإنفاق كما هم مستعدون لجني الثمار؟ يبقى هذا السؤال مطروحا ويبقى المستقبل كفيلا بالإجابة عليها.
البرامج ذات النظام المفتوح
وهي برامج مجانية يعمل عليها أفراد وجماعات من الهواة والذين يضيفون عليها إضافات مختلفة. ورأينا في هذه البرامج هو أنها بالفعل برامج من الهواة وللهواة والتي ينقصها الدعم الفني والتوقيت السليم للتطوير. هي برامج كمالية لهواة برامج قارئة الشاشة والذين ينجزون جزئيات غير متكاملة من المهام. ويعتمد الدعم الفني لهذه البرامج على تواجد هذا الهاو أو ذلك والمزاج السائد لذلك اليوم. لا أنتقص من بعض إمكانيات هذه البرامج ولكن الفكرة بشكل عام فشلت في تبوء المكانة التي توقعها البعض لها حيث تبقى في تقديري ظاهرة جيدة ومنفذا جيدا للبعض ولكن ليس للغالبية العظمى من المستخدمين.
جهاز برايل سينس بلس
المفاجئة الكبرى كانت لنا في القبول الكبير الذي حظى به جهاز برايل سينس بلس في عام 2009 حيث أن مئات المستخدمين حصلوا عليه وباتوا مذهولين بقدراته وإمكانياته وكيف باتوا غير قادرين عن الإستغناء عنه. الجهاز معرب وهو خاضع لعمليات تطوير وتعريب مستمرة ويتوقع أن يحظى بعدد من التحديثات الفعالة في عام 2010. ولقد إنبثقت مجموعات مختلفة من المستخدمين المتواصلين على شبكة الإنترنت والتي تبنت هذا الجهاز حيث باتت تعكس خبراتها التقنية عن إستخدامه وتوفرها للمهتمين من المستخدمين الجدد. ومجموعات المستخدمين المتواجدة في مدونة جمال الحرف ما هي إلا دليل على صعود هذا الجهاز إلى قمة أجهزة الأجندة والسطر الإليكتروني. وسوف يواصل الجهاز تطوره آخذا بعين الإعتبار إحتياجات الكفيف العربي. ومن المتوقع أن يواصل هذا الجهاز إنتشاره الكبير في أماكن عديدة من الوطن العربي. إنشار البرايل سينس يؤكد على ضرورة محافظة الكفيف على مهارات البرايل بالإضافة إلى مهارات متابعة آلات النطق حيث يجمع الجهاز بين البرايل والنطق معا. ويجب علينا أن نوضح نقطة هامة فيما يتعلق بهذا الجهاز وهي أنه يجب أن لا يُغني الكفيف عن الحاسوب. فالكفيف يتوجب عليه أن يحافظ على مهارات إستخدام الحاسوب لأنه يعيش في عالم المبصرين فيتواصل معه بالحواسيب القياسية.
برنامج تولكس والزومز
عاني برنامج التولكس من ظاهرة إنتشار النسخة المقرصنة منه بيد أنه واصل إنتشاره القانوني على أجهزة الجوال التي يصعب تنزيل البرامج المقرصنة عليها. ومن أهم المستجدات على البرنامج هو إصدار آلة النطق الجديدة له وهي صوت ماجد. ويبقى الصوت الجديد بعيدا عن البرنامج إلا أن يتم توظيف آلية جديدة تضمن حمايتة مع الصوت الجديد من القرصنة. ونتوقع أن يكون هناك بعض المفاجئات السارة في هذا المضمار في الربع الأول من العام الميلادي 2010 إن شاء الله.
شركة نيوانس المطورة للبرنامج في جعبتها عدد من الخدمات الإضافية المفيدة والتي قد تصاحب برنامج التولكس للمهتمين حيث نسعى إلى تعريب مثل تلك الخدمات وتوفيرها للكفيف العربي كخدمات إضافية خيارية. وتتوقع الناطق أن تطلق بعض المفاجئات المتعلقة ببرنامج تولكس وإستخداماته وسبل الحصول عليه بأثمان مدعومة.
كما تعمل الناطق مع شركة نيوانس في تطوير إصدار من التولكس يدعم أجهزة بلاك بيري والمتوقع طرحه في الربع الأول من العام 2010.
تقنيات الكتب الناطقة وطريقة ديزي
لا يزال التقدم في مجال إنتاج الكتب الناطق بطيئا حيث شهد عام 2009 بعض التطورات المعتدلة من أهمها حصول بعض الجهات في الوطن العربي على تقنيات إنتاج كتب بطريقة ديزي حيث تم إنتاج عشرات الكتب في الأردن وعمليات الإنتاج تمضي على قدم وساق. كما حصلت بعض الجهات النشطة في مصر على تقنيات إنشاء الكتب الناطقة ونتوقع أن يتم إنشاء أعداد معقولة من كتب الديزي والتي سوف تتوفر قريبا للكفيف. وعلى صعيد شخصي قمت بتطوير خطة محكمة لإطلاق موقع إليكتروني لإنتاج وتوزيع الكتب الناطقة بصيغه المختلفة. ولا زلت أبحث عن جهة واعية تدعم هذا المشروع الواعد على أن يكون ربحيا وليس خيريا أو على الأقل شبه ربحي لضمان إستمراريته. وأهيب بالأصدقاء المهتمين أن يتواصلوا معي إذا عرفوا جهة مهتمة تستثمر في مثل هذا المشروع الواعد. وينتابني شعور بأن عام 2010 سوف يشهد إنطلاقة خدمات للكتب الناطقة والتي تستفيد منها سائر الفئات بالإضافة إلى المكفوفين.
التعرف الضوئي على الحروف
شهدت تقنيات التعرف الضوئي على الحروف تقدما ملحوظا بالنسبة للغة الإنجليزية بيد أن التقدم بات بطيئا بالنسبة للغة العربية. ولا يزال مطورو الكاميرا القارئة يبحثون عن سبل تعريب الكاميرات القارئة لكي تشمل اللغة العربية. نأمل أن يشهد 2010 نقطة تحول جذرية لهذه التقنية باللغة العربية. كما نتوقع أن يشهد برنامج التعرف الضوئي على الحروف العربية بواسطة الماسح الضوئي تطورا إضافيا يتم من خلاله إضافة أنواع وأحجام جديدة للخط العربي كما نرجو أن لا تثني القرصنة المطورين عن متابعة التطوير للكفيف العربي.
ومن المتوقع أن تنطلق تقنيات جديدة في 2010 لأجهزة وبرامج موجهة نحو نفاذ الكفيف للمطبوعات ونأمل أن تبرز بوادر أجهزة مستقلة ومعربة حيث أن هذه الإحتمالات واردة في ظل التقارب الذي هو جار بين الناطق وشركات مطورة لمثل تلك التقنيات حيث أن الأبحاث لا تزال جارية على تعريب تقنيات قائمة والتفكير بإضافة التعريب على تقنيات قادمة.
الكفيف والتعرف على الصور والرسومات
شهد عام 2009 تزايدا ملحوظا في توريد الطابعات المتخصصة بإنتاج الرسومات البارزة مثل طابعة التايجر وطابعة أمبرينت. وبزيادة إنتشار هذه الطابعات يزداد التدريب المصاحب لها لتعريف الكفيف عن الطرق المثلى لقراءة الرسومات حيث تخضع هذه القراءة لإرشادات محكمة يستطيع الكفيف من خلالها التعرف على الرسومات والتي تحتوي على بروزات متباينة ويتباين بروز النقاط بتباين ألوان الصور والرسومات. ومن المقرر أن تستضيف الناطق خبراء أمريكيين لتدريب المكفوفين على سبل قراءة الصور والرسومات بشكل سليم. ونتوقع أن تشهد طابعات الرسومات إنتشارا أكبر في عام 2010.
الوضع العام للمكفوفين
بينما يواصل بعض الأفراد المكفوفين في التميز يبقى وضع المجموعات جامدا في تقديري. وهذا بالطبع يعكس الوضع العام في الوطن على إختلاف فئاته. نرى بعض التجمعات تعمل بجد وجهد جهيد مما يثيرر نقمة بعض المتقاعصين والذين عادة ما يحاولون إجهاض أي تميز. وفي الغالب ينجح المشككون ويمل المجتهدون. ويواصل الأفراد تميزهم بتعلمهم للتقنيات وتطبيقاتها. رأينا العديد منهم يبرزون في 2009 ومن المتوقع أن يستمر الجدد منهم في الظهور في 2010 أيضا. ونأمل أن يصل عدد المتميزين في غضون أعوام قليلة قادمة إلى مستوى يستطيعون من خلاله أن يقفوا معا في صف واحد لكي يشكلوا مجموعات تعمل بشكل منظم لخدمة الأجيال القادمة من المكفوفين. رأينا أدوت عاتية لبعض المتميزين أرادوا من خلالها أن يشاركوا بطرقهم الخاصة في التأثير على فضائهم المباشر مثل المدونات والمنتديات. وفي تقديري أن المدونات والمنتديات سوف تكون ساحة للتنافس بين المتميزين. أما تلك التي تستطيع أن تستقطب المتميزين الآخرين من المكفوفين والمتطوعين فسوف يكون لها أثر أكبر في التأثير والخدمة. نجاح المدونات يعتمد على إقحام الآخرين لكي يكون لهم أدوار متميزة في المشاركة والحفاظ على الكوادر الواعدة. وكأن جل المتميزين يدورون حول فضاء المدونات والمنتديات. أين الفضائات الأخرى؟ سوف نراقب متميزين جدد أو قائمين يطلقون مبادرات جديدة وغير متوقعة في 2010.
المدونات
شهد 2009 تميز متفاوت لعدة مدونات تسابقت لشد عدد أكبر من الزوار كل بطريقتها وبتركيزها. وأعتقد أن 2010 سوف يشهد المزيد من المدونات الجديدة أو طرق جديدة لمواصلة التميز. وفي تقديري يتوجب على المتميزون أن يعملوا بصمت وحذر ووقار وأن يطلقوا العنان لأعمالهم تشد الزوار. أما الذي يطلق العنان للسان فسوف يُتعب المستهدفين والذين سوف يعرضون عن مثل تلك المدونات ويقبلون على مدونات أُخرى.
الشركات العاليمة المطورة لتقنيات المكفوفين
لا يخفى على المراقبين بأن وضع عدد من الشركات العالمية المطورة لتقنيات المكفوفين بات متقلبا. الأزمة العالمية أثرث على حجم الميزانيات التقليدية التي يتم رصدها لدعم فئة المكفوفين والمبصرين جزئيا في أوروبا وأمريكا حيث تقلصت الميزانيات المالية وأصبح حصول الكفيف على التقنيات الضرورية الدورية أصعب من ذي قبل وكذلك بات يحصل على مواصفات أقل لتوفير التكلفة الإجمالية المتوفرة. ولكن ماذا يعني ذلك؟ يوجد عدة إيحاءات من أهمها:
- تقلص حجم بعض الشركات العالمية الكبيرة وإمكانية تسريحها لبعض الموظفين الضروريين مما قد يؤثر على الخدمات المعتادة وجودتها وتوفرها وكذلك تطوير الجديد منها
- تصفية بعض الشركات التي يتعذر بقاءها نظرا لعظم تكاليفها وقلة المردود المادي لخدماتها
- دمج بعض الشركات أو إلتهام كبيرها لصغيرها طوعا أو كرها مما يعني أن المنافسة تتقلص شيئا فشيئا
- تأخر التطوير بل وتوقفه مما يعني إنهاء بطيء للإبداع والتنوع
وتتفاوت الروايات عن أي شركة يحتمل وقوع الفأس عليها أولا ثم التي يليها. ويبقى 2010 كفيلا بالبوح وكشف الحقيقة من الخيال فيما يتعلق بهذا الأمر. ولقد رأيت محاولات من بعض الشركات للتأقلم مع الوضع الجديد المتفاقم وكأنها تبحث عن سبل جديدة للبقاء.
شركة فريدوم سينتفيك
وهي شركة منتجة لبرنامج قارئ شاشة منافس ومعروف في العالم. تلك الشركة دائما ما كانت تستند على أسس تعسفية حسب رأي عدد كبير من المهتمين والمراقبين مما جعل الشعور العام ضدها يطغى على جودة برنامجها وكأنها باتت تجذب شركات مشابهة لها بذلك الفكر التعسفي. وتعاني الشركة في الوقت الراهن من قضية قانونية كبيرة في أوروبا تتعلق بما يُسمى بقضية الأنتي ترست أو الممارسات غير الأخلاقية. وباتت هذه القضية تؤرق هذه الشركة حتى أنه قيل أنها نقلت مكتبها الإقليمي من ألمانيا إلى سويسرا والتي هي ألين من البلدان الأوروبية الأخرى فيما يتعلق بمثل تلك القوانين. ومن المتوقع أن يصدر قرارا نهائيا في هذه القضية في مطلع العام 2010. ويتوقع المراقبون بأن القرار سوف يكون صارما على الشركة مما قد يؤثر على بقائها واستمرارية منتجاتها ومن المعلوم أن شركة ميكروسوف عانت من قضية مماثلة في أوروبا حيث صدر قرارا ضدها ولكن حجمها ونفوذها هو أكبر من ذلك الخاص بفريدوم ساينتفيك.
الشركات العالمية
أظهرت بعض الشركات العالمية والتي لم تكن معنية ضمنا بتقنيات المكفوفين إهتماما متزايدا بتطوير تقنيات للمكفوفين أو أنها تصلح لإستخدام المكفوفين. ومن أهم الشركات: إنتل و أبل الأمريكيتين وبانسونك الياباناية. يأتي ذلك في ظل عدة متغيرات من أهمها بلوغ أعداد عظمى من السكان سن الشيخوخة والذين يستمتعون بعناية طبية تعمل على تعميرهم لفترة زمنية قد تكون طويلة. وتمتاز هذه الشريحة بإمكانياتها المادية ومدخراتها غير اليسيرة. لذلك كان لزاما على الشركات العالمية أن تنشأ بعض المنتجات التي قد تتطلبها هذه الشريحة. ولقد أطلقت بعض هذه الشركات منتجات مختلفة لفحص الأجواء ومعرفة الجدوى الإقتصادية لمتابعة التطوير لهذه الفئة مما يفيد المكفوفين والمبصرين جزئيا أيضا. ولا تزال هذه التجربة في مهدها وقد يكشف 2010 المزيد عن هذه المبادرات وجدواها. ومن أحد أهم الإحتمالات المتوقعة أن تقوم بعض الشركات المنافسة أيضا بتبني مثل تلك المبادرات وقد يتمخض عن ذلك محاولات دمج شركات للمكفوفين وضمها إليها لكي تعمل تحت مظلتها.
أعاد الله علينا وعليكم السنة تلو الأخرى غانمين ومغيرين ما فينا حتى يغيرنا ويغير أوضاعنا. أكتفى بهذا القدر من الحديث علنا نلتقي في حديث آخر قريبا إن شاء الله.
عودة هزيم