معرض ومؤتمر "سايت مي" أكثر من مجرد حدث
تحياتي لكم أصدقائي.
معرض ومؤتمر التقنيات التعويضية لذوي الإعاقة البصرية(سايت مي)، هل هو مجرد حدث آخر يُعقد في ثلاثة أيام حسوما ترى القوم بعدها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية؟ أم يكون شجرة أصلها ثابت وفرعها في هذا الفضاء الذي بات يتوق إلى كل ما هو دون الهباء المنثور؟ وكما عهدتموها فإنها ذات الأيام تُداول بين الناس وحري بها البوح بما ينفع الناس وبما هو جاثم على جرف هار.
أكاد أجزم بأن عوامل غرس الأصل الثابت باتت وكأنها تجري بها الرياح بما تشتهي السفن. ولم يحدث ذلك صدفة فالفكرة باتت تختمر في جوف أكثر من رجل حتى كتب الله لها الحياة فإنطلقت متزامنة من عدة قلوب. ولو تواعدتم لإختلفتم ولكن الله سلَّم ليقضي أمرا كان مفعولا.
وبهذه المقدمة السريعة يطيب لي أن أعلن لكم وبالنيابة عن زملائي في اللجنة المنظمة بأن معرض "سايت مي" أوشك على الإنطلاق. وما هي إلا أسابيع قليلة حتى يُسلُّ مِقَصُ الإفتتاح.
الإقبال الذي نقيسه بتواصل المهتمين يدعو إلى التفاؤل بإن المعرض سوف يعج بالزوار يأتون من كل صوب وحدب. وأما المعنيين من المطورين والشركات الدولية فباتت أعداد المقبلين منهم على المعرض تتزايد في كل إسبوع. وها هي الأسماء المرموقة والمعروفة في عالم تطوير التقنيات التعويضية للمكفوفين أضحت تؤكد على حضورها ومشاركتها الفاعلة في إنجاح معرض ومؤتمر في منطقة لم تزل تغدو محل أنظارهم. وبهذا نكون قد وُفقنا في إنشاء بيئية خصبة يلتقي فيها الأصدقاء والمطورون والمهتمون فيكون لقائهم بمثابة عرس تقني دوري تُتَبادل فيه المشورة والرأي والرؤى وبُعد النظر من هذه الفكرة أو تلك أو هذا التحد أو ذاك. فهنا يلتقي الأصدقاء والزملاء والعارفين والمهتمين والخبراء وصناع القرار وغيرهم من الأصدقاء والمحترفين والمربين والمشرفين والمعلمين. ومن المتوقع أن يجتمع أناس ويلتقي أناس وتنطلق الأفكار والأمنيات من هنا وهناك فيدونها المهتمون علّها تترجم إلى ميزة إلى هذا المنتج أو ذاك أو لقاء دوري إفتراضي أو حقيقي للمتابعة والمشاورة وتعزيز الأفكار والمفاهيم.
وكأن بعض العارضين أراد أن يتخذ من هذه الساحة أرضية يطلق فيها تقنياته الجديدة أو يجرب خدماته المتميزة أو يتعرف على إحتياجات هذا الصنف من المستخدمين أو ذاك. لذلك كان لزاما على المهتمين أن يحضروا حدثا تقنيا كهذا لكي يتيسر لهم أن يكونوا جزءا فاعلا من عملية واعدة لنشر الوعي والعلم والمعرفة عما يهم المكفوفين.
وهذه الساحة ساحة تعارف يتم من خلالها مراقبة الموهوبين والمتميزين من المكفوفين. فلعل هذه الجهة أو تلك تكون مهتمة بتوظيف هذا الكادر أو ذاك. وأي ساحة أفضل من هذه الساحة للتعرف على المواهب والكوادر حيث نقوم بعون المهتمين بتوظيف المكفوفين وإختيار من تميز منهم في هذا الأمر أو ذاك مؤكدين على حرصنا لإنجاح إختيار أولي المعرفة وأصحاب الطاقات من المكفوفين من ذوي البريق سواء كان ظاهرا أم خفيا للناظرين. ولنا في ذلك باع قديم فلا يخفى علينا بريق اللامعين من المتميزين. وقد لا يكفي البريق المجرد بل يجب أن يصاحبه خلق قويم وأخلاق أقوم وحرص وجهد وجد. فمتى توفرت هذه الشروط كان لزاما علينا أن نظهرها ونزكيها ونجد لها سبيلا من سبل النجاح المتمثلة بالوظائف العصرية المنافسة والتي يتساوى فيها الكفيف بالآخرين. فها نحن ندعو سائر المهتمين بالتوظيف بالتواصل عبر هذا الحدث لكي يتم العرض والطلب في بيئة خصبة بالإمكانات والقدرات لكي نكون فيها من الخادمين لهذه الجهة أو تلك أو لذلك المتميز أو ذاك.
ونعمل أيضا جاهدين على تأمين منح دراسية جامعية في الوطن وخارجه للمتميزين من المكفوفين. وها نحن نجد تجاوبا ليس بالقليل من جهات أرادت أن تساهم في توفير سبل النجاح لفئة طالما إشتكت من شُح فرص التعليم في هذا المجال أو ذاك. فبفضل هذا التكاتف العظيم سيتم بعون الله فتح شتى المجالات الدراسية للمكفوفين مضاهين بذلك مجتمعات أخرى سبقت في فتح سائر الكليات والجامعات لهم كما فتحتها للآخرين. ومرة أخرى نؤكد بأن هذا الأمر يتوفر للمتميزين من سائر أرجاء الوطن وليس حصرا على مواطني هذا القطر أو ذاك فلا حرج عليهم بإبداء رغباتهم من كل مكان للإلتحاق بأعرق الجامعات في الوطن وخارجه ساعة توفرها لهم ونحن على هذا العهد ماضون.
وبذلك نكون قد إستفدنا وسائر زملاء أعضاء اللجنة المنظمة لمعرض ومؤتمر "سايت مي" من تجاربنا الفردية والجماعية المكتسبة من الوطن وخارجه نثري بها أصدقائنا في الوطن ونصنع فرقا واضحا بين النجاح وما هو دونه بمشاركة الخبرات والإمكانات والجهد المتواصل في سبيل الرقي بما يجب أن يرقى لخدمة الكفيف. فهذا الفرد يأتي ويروح وهذه الجهة تُعقد وتُحل ولكن الذي ينفع الناس يبقى خالدا إلى أن يقضي الله أمره.
وبذلك لن يكون "سايت مي" مجرد معرضا أو مؤتمرا عارضا بل يكون صرحا آخرا يُنشؤ لكي يبنى عليه الآخرون من الطيبين والحريصين وأولو العزم وأصحاب الفضل. فهل أنتم لذلك جاهزون؟