برنامج الهال - الماضي والمستقبل - نظرة تحليلية
برنامج الهال الماضي في عدة سطور
8-9-2009
يشهد برنامج الهال تطويرات جذرية هي الأولى من نوعها منذ إنطلاق عملية التعريب المستمرة عليه حيث مر بمراحل عديدة فنشأت عليه أفواج مختلفة من المكفوفين في الوطن. وكأن تاريخ التطوير يأبى إلا أن يأخذ مساره الطبيعي فإنطلاقة الهال أثارت رغبة الكفيف في دخول عالم الحاسوب لما وفره من سهولة في الإستخدام وسرعة في التفاعل والأداء بالرغم من التحديات الملموسة آنذاك. ومن أكبر التحديات التي مر بها التطوير حقيقة أن المطورين هم في الغرب وممن لا علم لهم بالعربية وخصوصياتها لكن إصرارهم على التطوير كان جليا في ظل التحالف مع الناطق وكوادرها الكفؤة. جاءت الإصدارات الأولى من الهال في بيئة إختلط فيها الحابل بالنابل وإمتازت بطرح جهات لحلول إتسمت بالقشورية دون تفعيل خطة مستقبلية لنقل حلولها إلى آفاق جديدة ترقى بتوقعات الكفيف وطموحاته. وبتفعيل خطة مدروسة ومحكمة وبالتركيز على الكفيف المستخدم وليس على المؤسسة الغافلة بدأ الهال يفتح آفاقا كانت على الكفيف مستحيلة. فأدرك أن الهال هو الأجدر في الإستخدام فعمل على إقتناءه وترشيحه للآخرين . وشق الهال طريقه الطويل للوصول إلى كونه برنامج الكفيف المفضل.
ولا ننكر أن ذلك الطريق كان وما زال مشوبا بالتحديات. فما الذي إستجد؟ هل تداعى أداء الهال وتدنى التطوير عليه؟ هل تقاعصت فرق التطوير والتعريب عن خططها الإستراتيجية التي رسمتها للهال فباتت ساكنة؟ وهل أدت القرصنة وشهية شريحة غير ضيقة من المكفوفين للمقرصن من الهال إلى إستيقان أن التطوير غير مجد وأن الطريق أمام قارئات الشاشة أصبح مسدودا؟ أم ماذا؟
في واقع الأمر أنه ليس ثمة أمر من الأمور أعلاه تعتبر صحيحية. فالأمر هو خلاف ذلك ويحتاج إلى شرح مفصل لا يسعه هذا الموطن. لذلك سوف أمر بالأمر بإيجاز شديد.
في تقديري أن أفضل تفسير لما كُشف عنه من تحديات هو أن الكفيف مر بالتغيير بعد الآخر وإلى الأمام (بخلاف ما قد يعتقده البعض بتدنى مستوى الهال) فبعدما كان الحاسوب محظورا عليه لتعذر قارئات الشاشة الكفؤة جاء الهال واعدا إياه نفاذا مفتوحا فأقبلت الأفواج عليه وبدأت تنفذ إلى ربوع إليكترونية شاسعة وآفاقا متنوعة فبنى ذلك لديها خبرات وكفاءات جديدة لم تكن متوقعة في فترة وجيزة كانت أطول بكثير في ربوع أخرى من العالم عندما شهدت تلك التجربة من إنطلاق التقنيات لأول مرة. وبالفعل كشفت هذه التجربة لنا أمورا كانت خفية وهي أن البرنامج الذي تم تطويره لمستخدم غير عربي يمكن أن يتأقلم بعد إجراء التعديلات عليه لكي يفتح ذلك الأفق لمستخدم جديد من حضارة مختلفة ولكن في تقديري أنه كان لزاما أن يرى العاقل وقتا يأتي فيه تقدم المستخدم بحيث أن التطوير يجب أن يواكب توقعاته وطموحاته. وقد يعني ذلك بالضرورة إعادة تصميم البرنامج من الصفر. وهذا في تقديري هو وصف للأمور التي مرت بها صناعة الهال. ولكن كيف يواكب الهال تلك الحقائق؟ وهل بالفعل أدرك القائمون عليه هذه الحقائق وإذا فعلوا فما هي خططهم؟ وما هو الجدول الزمني المتوقع؟ وهل هذه الحقائق تنطبق على البرامج الأخرى المنافسة؟ وهل القائمين عليها أدركوا ذلك؟ هل تحدثوا عن هذا الأمر قبل أن نثيره؟
أكتفي بهذا القدر من النظرة التحليلية للهال ولجمهوره المحب حيث أنتظر منكم ملاحظاتكم ورؤيتكم قبل أن أسترسل لسرد المزيد عن هذا الموضوع.
إلى لقاء قريب.
عودة هزيم