سؤال لا يزال يحيرني
دارَ حوار بيني وبين صديق لي حول موقعنا الإليكتروني وهذه المدونة بالذات حيث علّقت بأن عدد القراءات لبعض المواضيع قد يصل إلى المئات ولكن المشاركات قليلة جدا بل تكاد تكون معدومة في معظم الأحيان. وفي حين أُفاجأ بشدة بملاحظات ثرية عن بعض المواضيع المُدَوَّنة تصلني شَفَهيا وهاتفيا في حال لقائي ببعض القُراء, يساورني الإستغراب فلمَ لا يقوم أصحاب الرأي بعرض رأيهم الخاص في المكان المخصص وبمبادرة ذاتية!!.نعم تسائلت وأتساءل لمَ إذاً لا يُشارك هؤلاء على الموقع الإليكتروني في الحيز المُخصص للمشاركات أدنَى المدونة حيث نُرَحب بالرواد ونتطلع لإستمزاج أفكارهم؟ أقنعت نفسي بأن الوصول لذلك قد يُحقق بِحَثِّ القراء على المشاركة وحتماً الموضوع هو مسألة وقت فقط لا غير. وتبدأ المشاركات، أليس كذلك؟
بينما كان لصديقي رأي آخر، فقد نفى أن يكون الحثُّ هو الوسيلة وقِلته هي المشكلة،ا بل ذهب إلى أكثر من ذلك وقال أن سواد القراء يتسمون بما هم فيه من الإحجام والتردد في التعبير العلني عن الرأي، ولعل من الصعب بمكان أن يكتسبوا خصلة المشاركة والدخول في حوار تفاعلي علني، فهذه المِيزة ينعم بها القليل. احترت من ذلك الرأي وأردت أن أختلف معه بشدة ولكني أعلم مدى دقته وكيف يُدلى برأيه عادة من مُنطلق العارف ذو المنطق والخبرة.
وأستمر في حيرتي عندما أعود لأتلقى أعدادا كبيرة من الرسائل الإليكترونية والتي يصل عددها إلى العشرات فربما حمل بريدي الإلكتروني في اليوم الواحد ملاحظات أو أسئلة عن مواضيع في الموقع أو المدونة عديدة وذات مغزَى. هممت أن أنسخ محتوى بعض هذه الرسائل لكي أرفعها على الموقع حتى يستفيد منها جميع القٌراء، ولكني آثرت أن لا أفعل ذلك احتراما لرغبة المرسلين. فلو أرادوها على الموقع لفعلوا ذلك بإرادتهم.
إذاً، هل المشاركة على الملأ نشاط مٌكتسب أم هي صفة يُطبَع الفرد عليها ولا جدوى في محاولة تغييرها بِحَثِه المتزايد على ممارستها؟ وتستمر حيرتي.
عودة هزيم