السفر في داخل أمريكا وإستقلالية الكفيف
2 إبريل 2007
فوجئت فور وصولي إلى مطار مدينة Denver الدولي في ولاية Colorado الأمريكية بعدم وجود موظف شركة الطيران المعتاد والذي يقف خلف محطة عليها جهاز حاسوب يقوم من خلاله بمساعدة المسافرين وذلك بإصدار بطاقة الصعود إلى الطائرة بالإضافة إلى إستقبال متاع المسافر وإصدار وصل إستلام المتاع له. كل ما وجدته هو محطة عليها شاشة حاسوب مسطحة يتفاعل معها المسافر بواسطة اللمس.
إقتربت من الشاشة ولمست زر إبدأ. قمت بتعبئة المربع الأول وهو والذي يتطلب طباعة رقم الحجز وذلك بلمس لوحة الأرقام الوهمية التي تظهر على الشاشة. ثم ضغطت على مفتاح المتابعة. وعلى الفور ظهرت على الشاشة معلومات الحجز التالية:
إسم المسافر
رقم الرحلة
مدينة الوصول
مدينة المغادرة
وقت الإقلاع
وقت الوصول
رقم المقعد
نوع الوجبة المطلوبة
وبعض المعلومات الأخرى
ورأيت خيارا آخرا يُمكنني من شراء خدمة أخرى تكلفتها حوالي 29 دولار وهي لمقعد يحتوي على مكان أوسع للساقين حيث تكون المسافة بين المقعد المقترح والمقعد الذي أمامه أكبر. رفضت شراء هذه الخدمة الإضافية بالضغط على مفتاح لا.
بعد ذلك سألني البرنامج إذا كان لدي متاع أود إيداعه لشحنه معي في نفس الطائرة. فأجبت بنعم حيث كان معي حقيبة ملابسي. سألني البرنامج عن عدد قطع المتاع فضغطت على رقم 1. ثم أمرني البرنامج بوضع الحقيبة على الميزان المجاور للمحطة كما أمرني بإنتظار موظف متنقل لشركة الطيران لكي يراني. سمعت صوت الطابعة الداخلية تقوم بطباعة بطاقة الصعود إلى الطائرة ورأيت البطاقة تنطلق إلى خارج المحطة كما تنطلق النقود من آلة الصراف الألي. ثم سمعت وصل إستلام المتاع يُطبع على الجهة الثانية من المحطة. وبالفعل وصل موظف الطيران محييا إياي بإبتسامة وكلمات لطيفة. طلب مني إبراز بطاقة إثبات الهوية. نطر إلى رخصة القيادة الخاصة بي ثم سلمني وصلا عن الحقيبة.
إستغرقت هذه العملية حوالي دقيقة أو دقيقتين على الأكثر. ومن الجدير بالذكر أن تلك المحطات تدعم عدة لغات عالمية مثل الإنجليزية والإسبانية وغيرها ولكن اللغة العربية للأسف لم تكن من ضمنها.
بدأت أُفكر في الكفيف وكيف يُمكنه إستخدام محطة المسافر الإليكترونية حيث لم أجد المحطة مدعومة بالنطق أو البرايل. أردت أن أسأل أحد الموظفين ولكن وقتي لم يسمح لي بالسؤال فموعد الصعود على الطائرة كاد وشيكا. لكني لم أنسى ذلك الموضوع.
وقبل العودة إلى مدينة Denver مرة أخرى ذهبت لزيارة أحد الأصدقاء قبيل سفري بعدة ساعات. جلست أتجاذب أطراف الحديث معه فأخبرته بمدى إعجابي بالمحظات الإليكترونية للمسافرين وكيف إستطاعت شركات الطيران الأمريكية تسريع عملية الحصول على بظاقات الصعود إلى الطائرات. وكانت مفاجئتي أعظم بما شرع بإخباري به.
قال لي أنه بإمكاني الحصول على بطاقة الصعود على الطائرة من المنزل وذلك بواسطة الإنترنت. وبالفعل قادني إلى جهاز الحاسوب الذي في منزله وقمت بإدخال رقم الحجز وتأكيد المقعد والوجبة والتأكيد بأن لدي حقيبة لشحنها معي. وبمجرد الضغط على زر الإنتهاء بدأت الطابعة بطباعة بطاقة الصعود إلى الطائرة. قرأت رسالة إرشادية تبلغني بالتفصيل عن طريقة إيداع حقيبتي ومكان إيداعها في المطار.
عندها عرفت أن الكفيف يستطيع الشروع في إجراءات السفر في منزله أو في حجرة فندقه حاصلا على بطاقة صعوده إلى الطائرة دون الحاجة إلى طلب المساعدة من أحد.
علنا نرى هذه الخدمات في وطننا العربي قريبا إن شاء الله.