المشاكل التي واجهت آلات النطق العربية
بسم الله الرحمن الرحيم
تعتبر اللغة العربية من أجمل لغات العالم وأغناها فهي تتميز عن سائر اللغات الأخرى بوفرة كلماتها وتنوع أساليبها وعذوبة منطقها ووضوح مخارج حروفها
وإنَ نظرة واحدة إلى معاجم اللغة العربية تدلنا على أنها غنية بل غنية جداً بألفاظها وتعبيراتها وما فيها من مفردات ومترادفات وبما فيها من ضروب الإشتقاق والمجاز والإستعارة والكناية.
والخط العربي أيضاً يمكن رسمه بأي شكل هندسي وبأية صورة زخرفية فنية فهو طوع يد الفنان الماهر والمبتكر والنابغ المبدع ولذلك نجد للخط العربي منذ بدء الإسلام إلى اليوم أكثر من مائة نوع وليس له حد يقف عنده مع العلم أنه لا يطرأ على معالمه الأصلية أي تغيير أو تبديل مهما تشعبت أقسامه وتعددت أقلامه.
ولكن للأسف فإن مميزات اللغة العربية هذه كانت سبب في كثير من المشاكل التي واجهتها آلات النطق العربية في الماضي والتي تم حل الكثير منها
فكثرة الخطوط العربية وتنوعها وتفرعها تطلب جهداً كبيراً في تدريب آلة النطق لكي تتمكن من التعرف على هذه الخطوط وقراأتها
وهناك أيضاً مشكلة تشكيل الحروف والكلمات والتي تم حلها بوضع نظام التشكيل الآلي والذي ساعد آلات النطق على تشكيل الكلمات دون أن تحتاج لكتابة ُ أو َ أو ِ أو غيرها من علامات التشكيل
بالاضافة إلى مشكلة الكلمات التي تتشابه بالحروف ولكنها تختلف بالتشكيل مثل عَلِمَ و عِلْمْ و عَلَمْ و عَلّمَ
ومشكلة وجود أكثر من شكل لبعض الحروف والتي تتغير حسب موقعها إن كان في بداية الكلمة أو وسطها أو نهايتها
كلها مشاكل واجهت آلات النطق العربية واستطاعت العقول النيّرة أن تجد لها حلولاً ناجعة
إلا بعض المشكلات البسيطة والتي أجزم أنه سيتم معالجتها في القريب العاجل بإذن الله
ومِن المشاكل التي تواجه آلة النطق لبرنامج هال لشركة الناطق وآلة النطق لبرنامج إبصار لشركة صخر
1- مشكلة بطء الاستجابة وهذه المشكلة تلاحظ عند الطباعة السريعة أو عند التحويل السريع بين النوافذ المفتوحة
فمِن المفروض أن تَقرأ آلة النطق الحرف في نفس اللحظة التي تضغطفيها على أي مفتاح من مفاتيح الكيبورد وأي تأخر في قراءة الحرف يُعتبر عيباً في آلة النطق
وتعاني آلة النطق الخاصة ببرنامج هال من هذه المشكلة بسبب حجمها الكبير نسبيا ولكن هذه المشكلة أكثر وضوحاً في آلة النطق الخاصة ببرنامج إبصار ويمكننا أن نلاحظها بسهولة بسبب التقنية التي استعملت في تصميم آلة إبصار
وأتوقع أن هذه المشكلة ستزول بسبب التطورات المذهلة على معالجات الكمبيوتر وسرعاتها وزيادة أحجام الرامات.
2- تعاني آلة النطق الخاصة ببرنامج هال من مشكلة التشكيل الخاطئ لِبعض الكلمات على العكس من آلة إبصار وهذه المشكلة نادراً ما تحصل بعكس السائد بين أوساط المكفوفين بأن آلة نطق هال تعاني من مشكلة كبيرة في التشكيل وهذا بطبع غير صحيح
ويمكن حل هذه المشكلة بأن يقوم المستخدم لبرنامج هال بتدريب آلة النطق على النطق الصحيح بستخدام أداة Dico Tool الموجودة في آلة النطق وذلك بتشكيل الكلمة التي تنطقها آلة النطق خطأ وحفظها في أداة ال Dico Tool وبذلك كلما مرة آلة النطق على هذه الكلمة وفي أي مكان ستنطقها بشكل صحيح حتى لو لم تكن الكلمة مشكولة
ولاحظتُ أن آلة النطق لا تواجه أي مشاكل في تشكيل الجُمَل البسيطة مثل المبتدأ والخبر والفاعل والمفعول والمضاف والمضاف إليه وإنما تواجه مشاكل التشكيل مع الجُمَل الأكثر تعقيداً
ويمكن لشركة الناطق أن تلعب دوراً مهم لحل جزء كبير من هذه المشكلة وذلك برصد هذه الجمل والكلمات ثم تعديل التشكيل الآلي لآلة النطق لكي تقوم بتسكين أواخر هذه الجمل والكلمات بوضع علامة )ْ( وفق قاعدة سَكِنْ تَسلَمْ.
3- ومِن أصعب المشكلات التي تواجهها آلة النطق الخاصة ببرنامج إبصار هي عدم مطابقة آلة إبصار للمواصفات العالمية ال SAPI 4 و ال SAPI 5 وهذه المواصفات تخضع لها كل آلات النطق في العالم ومِن هذه الآلات التي تخضع لهذه المواصفات آلة النطق لبرنامج هال والتي تصنف ضمن فئة SAPI 4
وتمتاز الآلات التي تستخدم تقنية SAPI 4 و SAPI 5 بامكانية تبديلها بأي آلة نطق تَستخدم نفس التقنية فتستطيع مثلاً أن تضيف لآلة النطق الخاصة ببرنامج هال والتي تنتجها شركة Akapella آلة نطق جديدة مثل الآلة العربية التي تنتجها شركة IBM وهي آلة لم تستخدمها أي شركة من الشركات المنتجة للبرامج القارئة للشاشة العربية.
ويمكن لشركة الناطق أن تقدم هذه الآلة لزبائنها كخيار إضافي لمن يرغب بإضافة هذه الآلة للآلات الخاصة ببرنامج الهال
ويمكنك أيضاً أن تستفيد من تقنية ال SAPi 4 و ال SAPI 5 بعكس الفكرة السابقة فبدلاً من إضافة أكثر من آلة نطق لبرنامج واحد يمكنك إضافة آلة نطق واحدة لتشغيل أكثر من برنامج من البرامج التي تستخدم آلات النطق
فأنا شخصيا قُمتُ بتركيب آلة نطق واحدة على جهازي وهي آلة النطق الخاصة ببرنامج الهال وأشغل عليها جميع برامجي التي تستخدم آلات النطق مثل برنامج الماسح الضوئي Kurzwiel وبرنامج قاموس الوافي الذهبي وبرنامج قارئ الشاشة Jaws وبرنامج Adobe Reader الخاص بقراءة ملفات ال PDF وبرنامج text aloud محول النصوص المكتوبة إلى ملفات صوتية MB3
وغيرها من البرامج كلها قُمتُ بتشغيلها على آلة نطق واحدة هي آلة برنامج هال وذلك لتوفير المساحة في القرص الصلب والأهم من ذلك لأن الآلة الخاصة ببرنامج هال تتميز بقوة ووضوح ونقاء الصوت وتعدد الأصوات مثل صوت سلمى وسعيدة وهِذَر ويوسف وراين.
والسبب الذي أعطى هذه المكانة المتميزة لآلة النطق الخاصة ببرنامج هال هو اتباعها للمواصفات العالمية ال SAPI 4 و ال SAPI 5
وأنا متأكد بأن شركة صخر المنتجة لبرنامج إبصار تشعر بالندم لعدم اتباعها لهذه المواصفات ولكنها غير قادرة على التراجع عن هذا القرار.
ومع هذا استطاعت شركة صخر أن تُسوق آلتها بذكاء شديد وذلك باستغلال اسم المُذيعة المصرية السيدة إناس جوهر والذي أثّر على آراء المستخدم العادي للبرامج الناطقة
وفي الحقيقة أن آلة برنامج هال تفوق آلة إبصار من حيث قوة الصوت ووضوحه ونقاءه ولا أبالغ إن قُلتُ أن صوت سلمى أكثر حَميمية ونضارة من صوت إناس جوهر وهذا الرأي لم أتخذه من خلال هوى شخصي أو تعصب وإنما من خلال مقارنة دقيقة بين الآلتين فأنا أُتقنُ لِحَدٍ ما استخدام برنامج هال وبرنامج إبصار.
وفي الختام أود أن أذكر أن هذه المقارنة ليست بين برنامج هال وبرنامج إبصار وإنما هي مقارنة فقط بين آلات النطق الخاصة بهذه البرامج وأرجو أن أكون قد استطعتُ أن أتوخى الموضوعية والدقة.
مع تمنياتي للجميع بالنجاح الدائم.
- الرجاء تسجيل الدخول لتُعلق.