المكفوفين ومشكلة الإدمان
إدمان: ولكن مطلوب!! 7 مايو 2006 من مشاهدات المدير التنفيذي للناطق - على هامش مؤتمر الكويت الدولي الأول اقتربت مني إحدى الأخوات المشرفات على تنظيم المؤتمر وأخبرتني بأنني مدعوُّ للتواجد بجانب مدخل الفندق في تمام السابعة والنصف مساء ذلك اليوم للتوجه إلى أبراج الكويت لتناول مأدُبَة العشاء مع سائر الضيوف. ومع تقديري لهذه الدعوة الكريمة إضطررت، للاعتذار لها عن الحضور علما بأني قد زرت الأبراج في مرة سابقة وكنت أتوق لزيارتها مرة أخرى فهو مكان جميل يزوِّد الزائر بمشهد بانورامي لمدينة الكويت يمكِّن الزائر من رؤية المدينة برمتها فالمطعم أعلى البرج يتابع دورانه باتجاه عقارب الساعة طيلة فترة تناول الضيوف لطعام العشاء. وكان سبب اعتذاري أنني كنت قد إرتبطت مع أخوتي وأحبتي في جمعية المكفوفين الكويتية الذين وجهوا لي دعوة لطيفة لزيارتهم ذلك المساء فآثرت زيارتهم هذه المرة على الذهاب إلى الأبراج الشاهقة الارتفاع. ولا أستطيع أن أصف لكم مدى سعادتي حال وصولي إلى الجمعية وكالعادة، تجمهر حولي عدد غفير من أصدقائي المكفوفين بحفاوة وإبتهاج غمرا نفسي بالمسرة. وبدأت أسمع أكثر الأصوات حباً إلى نفسي، صوت التقنيات التعويضية. فهاهو صوت برنامج تالكس يصدح من كل صوب وجانب باعثاً في نفسي شعورا بالإنجاز والرضى وكيف استطعت وزملائي في الناطق أن نلمس بيد مؤازِرة حياة عدداً كبيراً من المكفوفين من خلال توفير تقنيات مفيدة لهم تعوضهم عن الوسيط الآدمي الذي طالما اعتمدوا عليه حاجةً وليس إختياراً. وما أن دلفت إلى قاعة الجمعية حتى إنهالت عليَّ التساؤلات عودة! كيف يُمكِنُني تصفح الإنترنت بواسطة تولكس و الواب على الجوال؟ وسأل ثاني عودة! أريد أن أشتري جهازاً آخراً، ما هو السعر؟ وراح يقول آخر: سمعنا أن هناك تحديث للتالكس، متى ينزل؟ وبينما بدأت أهيئ نفسي للإجابة على تلك التساؤلات، صاح بي أحدهم عودة! أريد أن أشتكي عليك. وقبل أن ألتف إلى مصدر الصوت، صاح مجدداً: حقاً أريد أن أشتكي عليك. أنتم في الناطق تساعدون المكفوفين على الإدمان. ثم تابع قائلا: أنظر إلى صديقي هذا. لقد منحتموه برنامجاً تجريبياً لمدة ثلاثين يوماً، وهاهو الآن بعد انقضاء تلك المدة غدا مدمناً على برنامج التالكس.إن ما أثارني في تلك الزيارة هو اقبال المكفوفين على التقنيات التعويضية دون تردد وأقلمة هذه التقنيات لتقديم بديلاً تقنياً للوسيط الآدمي موفرة بذلك للكفيف المزيد من الخصوصية والاستقلالية ومهيأة له أخذ دوره الطبيعي في بناء مجتمع المعلومات.عودة هزيمauda@nattiq.com
- الرجاء تسجيل الدخول لتُعلق.