English إقفز إلى المحتوى اقفز الى روابط تهيئة طريقة العرض وحجم الخط

كفيفة تبحر في الانترنت … تحاور عملاء مدينة دبي للانترنت الكترونيا !

مجلة الاسرة العصرية - 3/18/2003ربما تكون عواطف أكبري محظوظة بذكائها وبالفرصة التي واتتها ... فهي خريجة جامعة الامارات قسم أدب انجليزي و التحقت منذ عام بمدينة دبي للانترنت كعاملة بدالة والطموح يراودها للترقي الى وظيفة تستوعب امكاناتها .تفانت في اداء وظيفتها ولاحظ الفريق اول سمو الشيخ محمد بن راشد ولي عهد دبي وزير الدفاع في زيارة للمدينة اخلاصها فأمر سموه بترقيتها وايجاد فرصة عمل افضل لها... كما كرمها سموه في حفل تكريم المتميزين من الدوائر الحكومية. بعد فترة سمعت عواطف عن شركة الناطق المتميزة بخدماتها في تدريب المكفوفين و التحقت بدورة تدريبية لتتخرج منها وهي تجيد استخدام الكمبيوتر كأي مستخدم عادي ودونما أية مساعدة من احد... فتعالوا نقرأ ما تقول عواطف لزميلاتها و زملائها وللمسؤولين في كل موقع ومؤسسة و ادارة حكومية و خاصة ... وللعالم بأسره.* كيف حدثت النقلة من موظفة بدالة الى مساعدة تنفيذية تتعامل مع العملاء من خلال الانترنت ؟ - بدأت العمل بمدينة دبي للانترنت بتاريخ 21/7/2001 وكان العمل عاديا استقبل المكالمات وارد عليها ... ثم ارتأى المسؤولين ان انتقل الى القسم الذي اعمل فيه الآن.* هل توقعت مثل هذا القبول والترحيب خلال تقدمك بطلب توظيف الى مدينة دبي للانترنت؟ - بصراحة لا... فقد كنت متخوفة من تكرار الرفض الذي واجهته في اماكن اخرى... بل انني لم اكن مقتنعة بامكانية التقدم بطلب الوظيفة في الانترنت وحين نصحتني صديقة لي بذلك قلت لها: لا اعتقد انهم سيقبلونني... وأؤكد لك ان المدينة هي الفرصة الوحيدة التي لم افكر فيها مطلقا ظنا مني انه لا احد يقبل بانسانة كفيفة... المهم اقنعتني زميلتي بان المحاولة لن تكلفني شيئا وحتى ولو لم احصل على الوظيفة المناسبة لمؤهلاتي – هكذا قالت – فان العمل باية وظيفة ولو كعاملة بدالة افضل من الجلوس في البيت... وهكذا كان. المهم اجريت المقابلة وشعرت بالراحة النفسية وراودني الامل بامكانية قبولي بمدينة دبي للانترنت كموظفة مع ان المسؤولين عن المدينة لن تكن لديهم خبرة سابقة عن كيفية التعامل مع المكفوفين...ولذلك اقول ان التشخيع الذي لاقيته هنا لم اكن لاجده في مكان اخر... واعتقد انه احد غيري سيجده في مكان اخر....واشعر بالفعل انني محظوظة.* تلقيت تدريبا على العمل في البدالة ؟ - فترة بسيطة...علموني كيف اتعامل مع المكالمات واستخدامات الازرار...وبعد سبعة اشهر تلقيت تكريما من قبل سمو الشيخ محمد بن راشد ضمن البرنامج الحكومي للاداء المتميز وكم كانت سعادتي والعالم كله يشهد تكريمي عبر الفضائيات... واصبحت السعادة مضاعفة حين علمت ان التكريم مصحوب بترقية... ومن لحظتها حاول المسؤولون بشتى السبل اختيار الوظيفة المناسبة لي بعد ترقيتي سواء من ناحية كف البصر او من ناحية مؤهلاتي الجامعية... فاختاروا لي العمل بالمركزالرئيس Core Center ولم اكن اعرف طبيعة العمل هناك ولكن قلت : اختاروا لي اية وظيفة حتى لو كانت صعبة علي في البداية وباذن الله ساواصل التدريب حتى اتقنها. خلال تلك الاثناء سمعت عن شركة الناطق وقلت لمديري يوجد مدرب كفيف اسمه زهير عاد من امريكا ولديه مهارات في تدريب المكفوفين على استخدامات الحاسوب واتفقوا مع الشركة وتلقيت التدريب والحمدلله لا اجد اية صعوبات في التعامل مع الشبكة.* هل كانت لديك خبرة سابقة عن الكمبيوتر قبل التدريب ؟ - نعم كنت امارس الطباعة واستخدم الوورد والاكسل وبعض الاشياء في الباوربوينت كالشرائح وغيرها ولذلك اتقنت المهارات بعد تدريب ثلاثة اسابيع فقط واصبحت ارسل واستقبل الرسائل الالكترونية عبر الOut Look واحول الرسائل الصوتية من الكمبيوتر الى البريد الالكتروني للعملاء او لاشخاص آخرين.* هل تطمحين لدورات تدريبية اخرى ؟ - بالطبع... افكر في اجادة كل ما يتعلق بالانترنت والحاسوب حتى الـFormatting التي يمارسها المهندسون اطمح ان اتقنها في يوم من الايام. * هل تتبادلين الخبرات مع شخص اخر في مجال الانترنت والحاسوب؟ - بعد التحاقي بدورة شركة الناطق ... مارست التعامل مع الـMessenger والدخول الى الـHotmail وتعبئة (الفورمات) عن طريق الانترنت وكسر البروكسي وقد استفدت كثيرا من اشتراكي بجمعية الامارات للمكفوفين وتبادلت المعلومات مع زميلي أحمد الملا وعلمني الكثير من المهارات السابقة... صحيح انه ضعيف البصرولكن خبراته الحاسوبية كبيرة ولم يقصر معي.* تمارسين هوايات على الكمبيوتر؟ - أكيد أبحر في الشبكة واستعرض المعلومات التي احتاجها دون مساعدة من احد واشعر انني في تواصل مع العالم وان ظروفي لا تمنعني من ممارسة حياتي بصورة عادية. * نصيحتك لكل انسانة لديها ظروف مشابهة ؟ - أي انسان يواجه ظروف اعاقة او اية ظروف اخرى ... عليه ألا يشعر بالعجز لانه قادر فعلا على التحدي ومواجهة الصعوبات والتغلب عليها بعزيمة وارادة وثقة في الله وفي الذات وفي النهاية سيصل كل صاحب طموح الى ما يتمناه. والنصيحة الاهم اوجهها لكل مسؤول خارج مدينة دبي للانترنت بان يحسنوا الظن بالمكفوفين وبكل صاحب اعاقة حتى المصابين بالصمم او الشلل... فلديهم طاقات ومواهب وابداعات وقادرون على العطاء... وزميلي أحمد الملا الذي اعتبره من الموهوبين القلائل في الحاسوب والانترنت يعمل بوظيفة بسيطة جدا في مطبعة ويمكنه ان يفعل الكثير مع انه ليس مبرمجا ولا مهندس كمبيوتر.